النافذة الصغيرة فوق السرير
, فرصة الطفل الأولى ليتشجع بالنافذة ويرتبط معها وجدانيا ومكانيا .. يقربها منه حجمها الصغير وشكلها الواضح (البريء ) .. النافذة المستديرة أكثر إيحاء باللطف من المضلعة ( في خيال الطفل والاشخاص الميالين للصراحة ) ..
يحب الطفل منذ ان يتعلم تمييز المرئيات ان يمارس لعبة النظر من خلال الحيز الضيق .. فيغطي عينيه لينظر من خلال شق .. ويبتهج عندما يحجز عنه الكبار جزء من المشهد ليطل على بقيته .. النظر بكامل زوايا الرؤية ( زاوية اكبر من 135 درجة ) من الأمور التي تسبب بعض الرهبة .. يبقى هذا الإحساس بالسعادة والأمان وتبديد الجزع موجودا حتى عندما ترحل الأسباب ويكبر .. يبقى يمرح بالنظر من خلال أشكال فراغية ذات مقطع دائري مثل ( المخروط والاسطوانة ) .. فيلف ورقة ليصنعهما وينظر للدنيا ... او يجمع العلب الاسطوانية ليفتحها من احد جوانبها وينظر من الأخر.. او يرسم باصابعه السبابة والابهام دائرة حول عينه لينظر منها ..وغالبا ما ينظر بها الى تلك الفضاءات الشاسعة التي يطلب دعما لإدراكها (وجدانيا طبعا )
النافذة المرتفعة الموضع فرصة لرؤية منظر أكثر شمولا .. وبالتالي تعريف اولي اوسع للوطن .. ذلك الفضاء الذي تتعرف ذواتنا ضمن كل حدوده .
في مسلسل هايدي توظف الرواية العالمية هذه العلاقة المكانية (السنوغرافية ) بسلاسة وإقناع عندما تظهر الفرحة على وجه هايدي وهي تتعرف على الكوخ ، ومن ثم تقبلها وحبها لكوخ الجد المتواضع .. لانها ستصعد لسريرها ..( اذا السرير مرتفع وهذا مشوق ، وكثيرا ما يتقارب هذا مع رغبتنا ككبار في النوم او الجلوس بين النجوم ) .. ثم سرير من مادة واحدة ( متجانس البنية والمادة) ثم نافذة تطل منها للوطن بمجرد ان تستيقظ ..
بهذا الخطاب البصري الوجداني المكاني أشارت الرواية للحرية والانطلاق كسمات أصيلة في شخصية هايدي فتاة الجبال ..
مسلسل هايدي رسالة عميقة لحب الوطن ونقرا هذا من الاسم .. ( هايدي فتاة الجبال ) او ( هايدي فتاة المراعي ) .. حيث تأخذ الطفلة سماتها من سمات الوطن ويرتبط اسمها باسمه وتعرف من خلاله .
يزداد الطرح جمالا وعمقا ونضجا مع تقدم الحلقات ، عندما يحاصر هايدي الحنين للوطن وهي في المدينة .. وتشتاق لبيتر والجدة والجد والماعز وكل الشخوص .. لكنها تبحث عنهم من خلال النافذة ..!
تهرع لنافذة مرتفعة وتتحايل وتخطط لتصل اليها علها تشرف منها وترى الجبال ..
ثم تمد عينها لتشاهد المدينة وتبحث عن جبل او ماشية ..
روعة وأناقة وسهولة في التعبير عن العلاقة القوية بين طبيعة الفضاء وهويته .. فهايدي كانت ستسعد كثيرا بمشهد قريب لمشهد تحبه كأن ترى جبل او شجرة او حتى ارض متعرجة وليست مستوية .. لكن اختلاف المشهد او اختلاف الطابع الحضري للمشهد أشعرها بالغربة ..
هايدي تطلق العصافير وترحب بها في نافذتها المستديرة حيث الاستدارة (الرمز الأشهر للإحاطة والاحتواء ، تجعل مما بداخل الدائرة متحد فراغيا وبالتالي وجدانيا) .. فتشعر هايدي – وكذلك العصفور – بالألفة والصداقة ...
الرواية ومثلها المسلسل تطرح مفاهيم فلسفية وعلمية كبيرة ببساطة وإبداع ورقي ، من مثل /
( الانتماء ، الحرية ، الصداقة ، الغربة ، مشكلات الاختلاف الحضري ، السلطة ، الطاعة ، العجز ، الامل ..الخ )
ومن المميز أيضا قدرة الرسام على توظيف الرسوم في خدمة الرؤية الدرامية /
.. فالنافذة لا ترتفع عن السرير كثيرا وهي في منتصفه ، وهذا ليس مذكورا في نص الرواية لكنه ترجمة الرسام لفضاء شكل كل هذه البراءة والانطلاق في شخصية الطفلة .
ونافذة هايدي تسمح بان تسند نفسها على مرفقيها وتسند وجهها بكفيها لتؤكد توجيه نظرها نحو افق بعيد ...
ونافذتها خشبية مثل الجدار وليست غريبة عنه في مادتها .
وهي أيضا مكونة من قطع متعددة وليست قطعة واحدة حتى لا توحي بالاختناق وتشبه قيد .. وهي ليست شديدة الصقل حتى يعزز الإحساس بالملمس الإحساس بالأمان ..
كوخ هايدي الحقيقي وكما تذكره الرواية من الحجارة .. لكن الرسام جعله خشبيا ليحقق انتماء اكثر للمكان ( الوطن ) .
من سلسلة حديث الزوايا ... لمجلة (( بذور )) اشراف الاستاذة خديجة بسيكري .
ومن الجميل أن نجد أن من يفهم الطفل ويسعى إلى توظيف الكلمة والريشة واللون وحتى الصوت والحركة في سبيل تطوير شخصيته مع الاحترام الكبير لذكائه ...لكِ الشكر وفاء على هذا الموضوع القيم
ردحذفومن الجميل والمشجع والمشرف ان تمري هنا وتمنحيني هذه الشهادة.. من مربية وكاتبة واكاديمية .. استاذة غالية اسعدتيني ..لا تغيبي فقربك داعم .
حذفمن الواضح جدا أن هنا مدونة مختلفة عن كثير من المدونات
ردحذفبل هنا دروس للحياة العامة والخاصة
وفاء
أنتي من يحتاج امثالهن الوطن العربي كنساء وليس ليبيا فقط
شكري لك
اخي ماجد /
حذفاخجلتني والله بكلماتك واتمنى ان اكون باقل ما يفترض ان يكونه من تشرف بانه مسلم ونبيه محمد .. عموما احب ان اذكرك انه من خلال اشتغالي بالنقد تاكد لي مقولة ان قيمة النص رهن بالقارئ ايضا وليس بالكاتب وحده ..تماما كما قال عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع/
ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه
من دواعي السرور و رفع الهمة ان يكون قارئ اوعى مني ..شكري لك
تشكيلة ممتعة كالعادة من عمارة وتربية وفن ونقد , انها خابية نستقي منها دروس كثيرة نتعلم منها حتى نرتوي .. شكرا لمنشوراتك ولمن لم تنشر بعد
ردحذفشكرا لمرورك ودعمك ومتابعتك .. شكرا لذائقتك وفضاءات قراءتك المتنوعة والغنية والمزدانة بالتواضع وصدق القصد .. شكرا لكلماتك التي لم تكتب بعد .
حذفوجل تقديري وامتناني واعتزازي بالمتابعة الدقيقة والقرب الدائم
ردحذفلاحرمت الرضا ولا القرب ولا الدعوات الصادقة .. وفقنا الله واياكم .
الخابية..هنا روح مختلفة..كأنها من عالم آخر غير عالمنا..كثيراً ما أتأمل قراءاتك وأتساءل..هل لك عيون غير عيوننا؟ أوقلب غير قلوبنا؟..أختاه طاب صباحك ولا تتوقفي.
ردحذفهنا .. لغة مختلفة ..روح شفيفة .. ولغة انيقة ..
حذفهنا انت ياسالم الكواش ..؟
اين كنت تختفي ..؟
مرورك مفاجاة جميلة ..ليتها تبقى عادة اجمل .. اخي الرائع لاعدمتك .
ما أروع تحليلك لهايدي فتاة المراعي وكأنك عودتي بي لطفولتي من النافذة المستديرة لتكشف لي ومن بعيد كل الخضار الذي يتحول لثلوج بيضاء في قلبي هو تشابك الفصول وامتزاج الالوان وكل ذلك من التافذة المستديرة شكرا ودام نبض قلمك وقلبك
ردحذفما اروع ان التقيك يا زهرة ..في حياتي وعلى صفحات مدونتي
حذفماروع ان التقي بقلب الطفلة المزدان بالتجربة والثقافة والانسانية والجمال
عل مدونتي نافذة مستنيرة سمحت لي ان اطل على عالمك البديع .. نلتقي دوما على الحب والجمال ..بانتظارك
اخواني الكرام /
ردحذفRäumung
umzug
umzug wien
umzug wien
Entrümpelung
entrümpelung wien
Entrümpelung Wien
Wohnungsräumung wien
Wohnungsräumung Wien
لا اجد من الكلام مايعبر عن فرحتي بهذا المرور الجماعي
اشعرتموني باحساس العيد واحساس جمعة الصحبة .. غمرتوني باللطف .. لاادري ما اقول ..غير اني سعيدة جدا بكم .. بمتابعتكم واهتمامكم وزيارتكم الجماعية هذه ..افسح لكم قلبي وانثر ورودا وعطر وحمائم سلام .. وسرب سنونوات يغردن لصحبة الصفاء .. انستموني واضئتم قلبي ..اضاء الله لكم وجمعنا واياكم على مايحب ويرضى .. وكللنا برحمته وستره وعافيته .