) الشعوب التي لا تتمازج قليلا ,
تصبح بشعة ..... والابداع فيها يقل )
محمد بن عيسى صاحب منتدى اصيلة الثقافي المغربي.
.
.
الخالة ربيعة , القادمة من خانيا بجزيرة كريت اليونانية ...او كما ينطق الاسم باللغة القريتلية (اغلب الجيل الاول والثاني من القريتليين في بلادي, يحملون اسماءا عربية ينطقونها فيما بينهم بتحوير بسيط , فمحمد يصبح مهميتي , وسالم سيلامي , وفهيمة فهيماي...الخ..)... هي سيدة مسنة , لا تتقن لفظ مخارج الحروف الصحيحة باللعة العربية ...وقد اصابتني بالذعر في طفولتي لوهلة ,حين سمعت انها تعلم ابنة خالتي ورفيقة اللعب , الكروشيه (شغل الابرة المميز للمفارش)... فتصورت انني سأجبر ايضا على تعلم هذا الشئ المعقد جدا.. . وهو من المهارات المتوارثة فيما مضى , للنسوة اللاتي احدثن نقلة اجتماعية الى حد ما ... في بنغازي الحديثة , بحسب رأي الرائدة خديجة الجهمي ...... واللاتي اسأت فهمهن في صباي ووصفتهن بالتقليديات .., لاعرف بعد ذلك... ان اول امرأة تتعلم وتعلم في ليبيا كلها ...كانت منهن.... وهي السيدة حميدة طرخان (العنيزي)... وانهن و اقعيات ... وغيرمصابات بعقدة الشهادات, وهو حال الاوربيات على الاغلب , عكس نسائنا المتعطشات للتقدير , بسبب تراكمات دونية الماضي... وهذا الكروشيه ..... الذي لم اطق معه انذاك صبرا , جعل بيني وبين هذه الخالة الطيبة حاجزا.. رغم انها قريبتي ,فهي شقيقة (نينى)... وهو اللقب الذي نطلقه علي جدتي لامي , وقد ظن ابن عمي , ورفيقنا ايضا.. يومها ,انه اسم علم ,فناداها بالخالة نينى.. ثم سخر من اللغة الهجين ,لبرهة.... وبعد ذلك, استدرك واعتذر.... امي رحمها الله طمأنتني حين شاهدت ردة فعلي .... بأنني خارج برنامج الكروشيه تماما ,فهي تعرف انني لااصلح الا للعب ,وربما الكتب....
وحدث في ايام الصبا ايضا ان عيرت احداهن , فتاة قريتلية بدليل لقب عائلتها كما قالت... بانها ليست ليبية (تقصد عربية,فبعض الناس ...الليبيون لديهم هم العرب, وفي كلام العامة :زارنا عرب..مثلا )., فسكتت حياءا, وبهتت انا ... ولو عرفت ,لاوضحت لها ان الاغريق هم بناة هوسبيردس التي اسست بنغازي على انقاضها.. وان ذوي الملامح المتوسطية, الفتهم هذه الارض من الاف السنين.
اما في البيت الاقدم ..... ابنة الجيران المهذبة, السمراء , كانت تلعب معنا ايضا... اعجبنا صوتها ...وعرفت من ابي ان والدها هو كبير المذيعين, وذو صوت رخيم ايضا, ومن شابه اباه فما ظلم... وبدورها كانت متعجبة من شعورنا (السائحة مثل الزبدة)...
في تلك الايام... فأجأتنا زيارة من ربيعة اخرى ... فتاة صغيرة ,قادمة من البر .. ونحن لم نكن نعرف, تماما,ما هو البر....ولكنني تخيلت جماله ,من عذوبتها .... هي قريبة لزوجة جارنا , المرموق المكانة...رئيس الاركان في العهد الملكي .. وفي ضيافتها لايام معدودة, وعرفت ان اسمها الحقيقي هو رعيبة , وقد غيرته..... يا للمسكينة.... واوضحت امي ان العرب قد يخافون على اولادهم من الحسد , فيسمونهم باسماء بشعة ومفزعة, احيانا, ربما لشوق , اوخوف .. احاط بمجيئهم للدنيا...خاصة اذا كانوا مفرطي الجمال ... ولم استغرب .... لان رعيبة , او ربيعة, بدت لي يومها , وكأنها تسكب سحرا من عينيها السوداوين الواسعتين.. اتذكر انها سألتنا بينما كنا نلعب عن مكان (العريشة ), ولاننا لم نسمع بهذه الكلمة قبلا , مع انها فصيحة كاغلب الكلمات البدوية .... فقد دللناها على منشر الملابس , هذا ما اسعفنا به يومها ,عقلنا الجمعي الصغير, بسبب تشابه الحروف ...فاستغربت,... ثم فهمنا , انها تقصدما نسميه في بيتنا ب( السدة) وهي فصيحة ايضا.. او دالية العنب...
اليوم وانا اتأمل الفتاة الامازيغية تلعب مع ابنتى الصغيرة في الغربة, وتعلمها معنى اسمها الامازيغي , (باللغة الانجليزية التي تتفاهمان بها للاسف...,ولكن بروح ليبية صافية. .. تشي بها الانفغالات , وحركات اليدين, وبعض المصطلحات الدينية...) وقد اطلقه اهلها عليها ايام العهد السابق , رغم انهم كانوا ممنوعين من تسمية اولادهم باسماء غير عربية داخل الوطن ... رغم اننا في مأتم.... وللاسف ايضا ,لم نعد نلتقي الليبيين الا في المأتم.....
تذكرت الكروشيه ....الذي كانت تتعلمه ابنة خالتي بصبر.. ومحبة , و تذكرت ابن عمي ...ابن شارع قصر حمد , مسقط رأس جد جدي.... ورعيبة ابنة البر الجميلة..... و جارتنا السمراء في اول بيت لطفولتي, في الفويهات , التي تريد ان تصبح مذيعة مثل والدها.. وطبعا (عجوز ا لرقريق) رحمها الله القادمة من جزيرة الهة الجمال افروديت ,ذات اليدين المرتعشتين ,والثابتتين عند نسجه ,في ان... تذكرت الوطن الجريح, ونسيجه .... .وغزله المتين , والمرن في ان.., الباهي , بهاء ,تداول هذه الكلمة في لهجتنا......الصعب نقضه ....كالكروشيه تماما, الذي يا للمفارقة يعتقد بان اصله , طقسا بدائيا وجد في بلاد العرب وافريقيا .. قبل ان تتلقفه اوربا , وتجعله لها, في العصور الحديثة ..
محمد بن عيسى صاحب منتدى اصيلة الثقافي المغربي.
.
.
الخالة ربيعة , القادمة من خانيا بجزيرة كريت اليونانية ...او كما ينطق الاسم باللغة القريتلية (اغلب الجيل الاول والثاني من القريتليين في بلادي, يحملون اسماءا عربية ينطقونها فيما بينهم بتحوير بسيط , فمحمد يصبح مهميتي , وسالم سيلامي , وفهيمة فهيماي...الخ..)... هي سيدة مسنة , لا تتقن لفظ مخارج الحروف الصحيحة باللعة العربية ...وقد اصابتني بالذعر في طفولتي لوهلة ,حين سمعت انها تعلم ابنة خالتي ورفيقة اللعب , الكروشيه (شغل الابرة المميز للمفارش)... فتصورت انني سأجبر ايضا على تعلم هذا الشئ المعقد جدا.. . وهو من المهارات المتوارثة فيما مضى , للنسوة اللاتي احدثن نقلة اجتماعية الى حد ما ... في بنغازي الحديثة , بحسب رأي الرائدة خديجة الجهمي ...... واللاتي اسأت فهمهن في صباي ووصفتهن بالتقليديات .., لاعرف بعد ذلك... ان اول امرأة تتعلم وتعلم في ليبيا كلها ...كانت منهن.... وهي السيدة حميدة طرخان (العنيزي)... وانهن و اقعيات ... وغيرمصابات بعقدة الشهادات, وهو حال الاوربيات على الاغلب , عكس نسائنا المتعطشات للتقدير , بسبب تراكمات دونية الماضي... وهذا الكروشيه ..... الذي لم اطق معه انذاك صبرا , جعل بيني وبين هذه الخالة الطيبة حاجزا.. رغم انها قريبتي ,فهي شقيقة (نينى)... وهو اللقب الذي نطلقه علي جدتي لامي , وقد ظن ابن عمي , ورفيقنا ايضا.. يومها ,انه اسم علم ,فناداها بالخالة نينى.. ثم سخر من اللغة الهجين ,لبرهة.... وبعد ذلك, استدرك واعتذر.... امي رحمها الله طمأنتني حين شاهدت ردة فعلي .... بأنني خارج برنامج الكروشيه تماما ,فهي تعرف انني لااصلح الا للعب ,وربما الكتب....
وحدث في ايام الصبا ايضا ان عيرت احداهن , فتاة قريتلية بدليل لقب عائلتها كما قالت... بانها ليست ليبية (تقصد عربية,فبعض الناس ...الليبيون لديهم هم العرب, وفي كلام العامة :زارنا عرب..مثلا )., فسكتت حياءا, وبهتت انا ... ولو عرفت ,لاوضحت لها ان الاغريق هم بناة هوسبيردس التي اسست بنغازي على انقاضها.. وان ذوي الملامح المتوسطية, الفتهم هذه الارض من الاف السنين.
اما في البيت الاقدم ..... ابنة الجيران المهذبة, السمراء , كانت تلعب معنا ايضا... اعجبنا صوتها ...وعرفت من ابي ان والدها هو كبير المذيعين, وذو صوت رخيم ايضا, ومن شابه اباه فما ظلم... وبدورها كانت متعجبة من شعورنا (السائحة مثل الزبدة)...
في تلك الايام... فأجأتنا زيارة من ربيعة اخرى ... فتاة صغيرة ,قادمة من البر .. ونحن لم نكن نعرف, تماما,ما هو البر....ولكنني تخيلت جماله ,من عذوبتها .... هي قريبة لزوجة جارنا , المرموق المكانة...رئيس الاركان في العهد الملكي .. وفي ضيافتها لايام معدودة, وعرفت ان اسمها الحقيقي هو رعيبة , وقد غيرته..... يا للمسكينة.... واوضحت امي ان العرب قد يخافون على اولادهم من الحسد , فيسمونهم باسماء بشعة ومفزعة, احيانا, ربما لشوق , اوخوف .. احاط بمجيئهم للدنيا...خاصة اذا كانوا مفرطي الجمال ... ولم استغرب .... لان رعيبة , او ربيعة, بدت لي يومها , وكأنها تسكب سحرا من عينيها السوداوين الواسعتين.. اتذكر انها سألتنا بينما كنا نلعب عن مكان (العريشة ), ولاننا لم نسمع بهذه الكلمة قبلا , مع انها فصيحة كاغلب الكلمات البدوية .... فقد دللناها على منشر الملابس , هذا ما اسعفنا به يومها ,عقلنا الجمعي الصغير, بسبب تشابه الحروف ...فاستغربت,... ثم فهمنا , انها تقصدما نسميه في بيتنا ب( السدة) وهي فصيحة ايضا.. او دالية العنب...
اليوم وانا اتأمل الفتاة الامازيغية تلعب مع ابنتى الصغيرة في الغربة, وتعلمها معنى اسمها الامازيغي , (باللغة الانجليزية التي تتفاهمان بها للاسف...,ولكن بروح ليبية صافية. .. تشي بها الانفغالات , وحركات اليدين, وبعض المصطلحات الدينية...) وقد اطلقه اهلها عليها ايام العهد السابق , رغم انهم كانوا ممنوعين من تسمية اولادهم باسماء غير عربية داخل الوطن ... رغم اننا في مأتم.... وللاسف ايضا ,لم نعد نلتقي الليبيين الا في المأتم.....
تذكرت الكروشيه ....الذي كانت تتعلمه ابنة خالتي بصبر.. ومحبة , و تذكرت ابن عمي ...ابن شارع قصر حمد , مسقط رأس جد جدي.... ورعيبة ابنة البر الجميلة..... و جارتنا السمراء في اول بيت لطفولتي, في الفويهات , التي تريد ان تصبح مذيعة مثل والدها.. وطبعا (عجوز ا لرقريق) رحمها الله القادمة من جزيرة الهة الجمال افروديت ,ذات اليدين المرتعشتين ,والثابتتين عند نسجه ,في ان... تذكرت الوطن الجريح, ونسيجه .... .وغزله المتين , والمرن في ان.., الباهي , بهاء ,تداول هذه الكلمة في لهجتنا......الصعب نقضه ....كالكروشيه تماما, الذي يا للمفارقة يعتقد بان اصله , طقسا بدائيا وجد في بلاد العرب وافريقيا .. قبل ان تتلقفه اوربا , وتجعله لها, في العصور الحديثة ..
نقلا عن صفحة الاستاذة ( فايزة بن سعود ) بالفيس بوك