مرحبا بك..... هنا ...


يمكن ان نخبئ كل الفنون /



( قصيدة ، لوحة ، زيي ، قصة ، لحن ، مبنى، منحوتة ، مخطط مدينة ، رقصة ) في خابية واحدة مادتها الجمال ..

وفاء الحسين

الخميس، 24 يونيو 2010

قراءة نقدية في نص البندقية للقاص احمد يوسف عقيلة

ــ( نص البندقية لأحمد يوسف عقيلة )ــ
ـ( 1 )ـ … اختفت السماء في ذلك اليوم .. حجبتْها غيوم سوداء قاتمة.. مع حلول المساء ومض البرق وقصف الرعد .. فزِعت أُمِّي .. قفزت حافية .. أتت بصُرّة الإكليل .. حلّت العُقدة بأسنانها
على عَجَل .. وضعت قَبسة من المسحوق في الكانون ..أغمضت عينيها .. رفعت يديها إلى السماء .. بدأ الدخان يتصاعد في أرجاء البرّاكة .
ـ( 2 )ـ … تساقطت زخّات المطر الأولى .. أحدثت دويًّا فوق سطح الصفيح .. لمع البرق .. أدخلت أُمِّي أصابعها المرتجفة في الصرّة مرّةً أخرى.. هَزّ الرعد أركان الكوخ .. وجنبات الوادي .. الْتَهَم الكانون مزيداً من الإكليل .
اشتدَّ رَخّ المطر.. استمر البرق يضيء .. والرعد يُغربل جسد أُمِّي .. حتى أتَى على آخر قَبسة من إكليلها .. فقلَبت بقايا الصرّة وأخذت تَحتّها فوق الجمْر.
ـ( 3 )ـ … في منتصف الليل توقف المطر.. كنت أسمع هدير السيل في أَجراف الوادي .. وتساقط القطرات من زوايا البرّاكة .. ومن الصنوبر المقرور.. والجداول المُزغردة عقب الصحو .. واختلاجات الأعماق البُور تتشرّب البلَل .. ونداءات الذئاب .. أكثر المخلوقات فَرحاً بالمطر.. ومن بين فَرَجات الغيوم تسلّل القمر.. وتبعثر أقماراً في الغدران .
ـ( 4 )ـ … نامت أُمِّي .. منذ زمنٍ كنتُ أنتظر هذا السيل .. وهذه اللحظة بالذات .. حين تنام أمي .. أنزلتُ بندقية أبي العتيقة .. التي حارب بها الطليان .. ثم حارب بها الأحباش في ( بَرّ الحَبَش).. ثم حارب بها الحلفاء في (العلَمَين).. خرجتُ بخُطىً حذرة .. انحدرتُ نحو الوادي .
البندقية ثقيلة .. أخذتُ أُبدّلها بين كتفَيّ .. هذا ما تركه لي أبي .. منذ الخريف وأنا لا أعرف ماذا أفعل بهذا الإرث .. في حين كانت أُمِّي تنظر دائماً إلى البندقية القديمة .. المُعلقة في الزاوية إلى جوار قبضة السنابل .. تتنهد طويلا ً.. وتظل ساهمة .
… أشرفتُ على الجُرف .. السيل تحتي مباشرة .. في هذا المكان يتسع الوادي ويزداد عمقا ً .. تحسّستُ البندقية .. وزنتها بين يدَيّ .. ثم .. تركتها تسقط في الهاوية.. أَصَخْتُ .. حتى سمعتُ صوت الارتطام .. ثم طغى هدير السيل على كل شيء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ( المقاربة النقدية لنص البندقية )ـــ * وفاء الحسين *
* في البندقية قصة للتمرد ، رفض لكل القيود المتقنعة بالمجد ، التي توبخنا بقسوة وتعيرنا بضعفنا .. الأب الليبي المخدوع بالبطولة والمتخلي عن دوره الأهم كأب (رمز السلطة الاجتماعية ) ،الخوف والاحتياج للآمان .. للمأوى .. الألم ، ألم الكبت الناتج عن الإحساس بالذنب تجاه إدانة الإرث ورفضه ، الحب والإنتماء عندما تتحول قيود تضطرنا لخداع الأخر او التحايل عليه، القيم الظالمة التي تعيب التعبير والحوار فتضطرنا لمجاراة الواقع وادعاء اللامبالاة إن لم نكن قد ورثناها هي الأخرى ـ( هذا ما تركه أبي لي )ـ جملة تحدث صدع تردده جمل القصة الأخرى ، تقودنا لسؤال يتولد عنها ( انا ما سأ ترك لأبني ، مجرد حكايات يرويها عن ابيه..!!؟)…
من حيث وحدة العمل تأخذ القصة من الخوف كواقع والأمان كاحتياج ، مادة لها ، وهذا ما يتجانس مع عنوانها ( البندقية ) وهي رمز الآمان والخوف معا ً، ثم تتجانس الألفاظ والصور لترسم لوحة الخوف (سوداء ، قاتمة، قصف الرعد ، دوي ، المرتجفة ، التهم الكانون ، الذئاب ) ثم تتكاثر صور التوالد كرمز لتوالد الخوف من الخوف وإشارة الى لا نهاية ( القبسة أحدثت دخانا ًملأ الغرفة و الزخات أحدثت دوي ، والرعد هز الكوخ وجنبات الوادي معه ).. ثم يكتشف ان لكل شيء نهاية ( توقف المطر، نامت امي ) ويقدم النص النهاية كوجه للفرح ، كحلم ، مما يتناسب موضوعيا ًمع الآمان حيث تتلاحق الجمل الجمالية ( التأملية ) مشيرة لرهافة التلقي فيصغي بفرح مستأنسا ً بالنهاية.. ( كنت اسمع ) وتتلاحق الصور الجمالية ( الأعماق البور تتشرب البلل ، الذئاب تصبح رمزا ً للفرح ، تسلل القمر) والجميل ان الأمل ( القمر) أيضا توالد امالا ً أخرى (تبعثر أقمارا ًبين الغدران) ثم تأتي النهاية الأهم وهي البداية لنهاية رحلة الخوف المتكررة (نامت امي ).. (منذ زمنٍ كنتُ أنتظر هذا السيل .. وهذه اللحظة بالذات .. حين تنام أمي .) تبدو هذه العبارة حوار هرب به من الاعتراف بالخوف.. او تحليل الخوف .. ولكنها كفته عن قول : حين استيقظ انا لأعلن الرفض لأقهر الخوف لأرمي بوهمي في جب سحيق لإبدأ حياتي الجديدة دون ارث يكبلني…
( أشرفت على الجرف ، تحسست البندقية ، وزنتها ، تركتها تسقط ، أصخت حتى سمعت صوت الارتطام ) يبدو المتحدث في القصة بنضج كاف ٍ ووعي بما يفعل وهو ما نتوقعه من حياة الخوف الدائم التي تسبق السنين في الإنضاج مما يتماشى مع أي افتراض مسبق لعمر البطل ، ثم احتفالا ًبالنهاية وإرضاء ً لحواسه المكلومة وطمأنة ً لإدراكه المكبوت يتعمد إشراك كل حواسه في الحدث ( تحسست ، وزنتها ، أصخت ، سمعت ) وقبل هذا ( أشرفت ) كإشارة لتثبيت الحدث في الإدراك البصري اذ تشير كلمة أشرفت لمستوى النظر وشموليته ولحالة الإستقرار لدى الناظر…
ـــــــــــ تسلسل أحداث القصة : ــــــــــــــــــــــ
( وجود الخوف ، توالد الخوف ، إدراك النهاية، تذوق النهاية، قرار الإنهاء، التلذذ بالإنهاء )
أما من حيث الفكرة ، تقدم القصة دعوة للفعل وإنهاء الوهم او رفضه …
وجماليا ً تقدم القصة القيم التالية ( التوالد او النمو، الرمز متعدد التأويلات ووحيد الدلالة ، وحدة العمل ، البناء كتحضير للهدم والنهاية كبداية جديدة ( الحركة البندوليه ) ، العنصر المسيطر متمثلا ً في جملة "هذا ما تركه ابي لي"…
تحقق القصة الفتها من خلال / إثارة ذاكرة الحواس مما يميز لغة (عقيلة ) عادة ً، وتعمد الكلمة دقيقة المعنى بعدا ًعن الحشو ، حذف حروف العطف ما أمكن واعتماد الجمل الفعلية مما يعطي النص طابعا ًحيويا ًمنفتحا ًعلى كل العقول…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ( تنويه )ـ هذه آخر مقالة نشرتها في صحيفة الشمس ، باشراف المرحوم بلقاسم المزداوي

الأربعاء، 16 يونيو 2010

التعليم بحنان ....

(( افتح كراسة الرسم ، وارسم لوحة تعبر عن الربيع،.... افتح وارسم لوحة تعبر عن الحصاد ، ... والطالب مجبر، ينفذ و يتابع المواسم وكأنه يعد تقارير عن الطقس أو البيئة..!!
هكذا نتناسى أن" التعليم الإجباري تجهيل إجباري"، ونزرع الملل في نفوس طلابنا ونقتل فيهم روح الإبداع تحت مسمى( التربية الفنية)، بذمتكم اربى فيكم هذا الأسلوب الفن..؟ أما أن الأوان ليتذكر معلمي التربية الفنية أن لا إبداع بدون حرية، ولا حماس نحو فكرة مفروضة بل إن الفكرة تولد وتنمو وتختلط بذات المبدع لتخرج عملا حقيقيا يحتاج لطقوس مناسبة في لحظة العمل (الأداء) اقلها حرية الحركة والمكان المناسب والإضاءة الجيدة وتجهيزات عملية تعين على الأداء.
قد يستغرب البعض ويسألني : عمن تتحدثين ؟ الفنانين أم الأطفال ( الطلاب )؟ ،خاصة وإننا اعتدنا معاملة الطلاب- أكرمكم الله- كقطيع بري يحتاج لترويض ، وبعض التقدير أو الحرية سيفسده !!
قصدت الفنانين طبعا، الفنانين الصغار ،هكذا يجب أن نشعرهم حتى نربي فيهم شخصية الفنان المنطلقة والخلاقة،وحرية اختيار الفكرة تحقق انتماء الطالب للفكرة والذي هو دافعه للابتكار، وحرية الحركة تساعد الطالب (الفنان) علي تحقيق التلقائية والصدق في العمل وإلا لما كانت حصة التربية الفنية في حجرات خاصة بها تتصف بالاتساع والمناضد المستمرة والممتدة في الطول والعرض.
حديث ذو شجون قد يطول لأنه هاجس كل المهتمين بالمادة الفنية لمدى سنوات،لذا لن أسهب فيه ،ولكن سأقطع على محترفي قتل الفن طريق التحجج والشكوى والتذمر التي يستسهلونها، وتحججهم بان المعدات والإمكانيات لا تساعدهم والموجهين لا يسمحون بمخالفة المنهج..الخ.
أداة القطع التي سأستخدمها ،أداة مبدعة وراقية وجميلة وفي غاية الإنسانية و الحنان..!! كما هو اسم صاحبتها، إنها تجربة الأستاذة حنان القربوللي، معلمة التربية الفنية في مدرسة المقاصد الابتدائية، والمعيدة بكلية المعلمين/بنغازي شعبة التربية الفنية،والتي دعتني لان أشاهد تجربتها في عرض لمنتدى صيفي تنظمه مدرستها.
رمت حنان بكل الأنماط والأساليب البالية وتمسكت بروح التربية، بالحب والاقتداء،وحققت ذلك بان فكرت في الوصول للطفل من خلال الدمى فعلمت الطلاب كيف يصنعون الدمى من بقايا الأقمشة والأزرار، ثم كيف يصنعون ملامحها ثم طورت هذا لان يشارك الطلاب في التمثيل وتقمص الأدوار ، وما يتطلبه هذا من تعبيرات حركية وصوتية واستقراء للنص(القصة) وكانت النتيجة عملا باهرا لصيقا بالطالب ومربيا له فعلا، وظهر هذا في تفاعل الطلاب- الممثلين والمتابعين على السواء- مع العرض .....كان مسرحا للعرائس .
العرائس، التي اعتبر اختيار المعلمة لها غاية الذكاء، فلصيق الطفل دائما هو دميته، والمعروف أن اللعب هو درب التعلم الأقصر للطفل ، وفي شكل الدمية لفتني إنها دمية تسمح بإدخال اليد فيها لتقود حركتها وهذا اقرب لتسجيل انفعالات تلقائية من دمى لا تتداخل أجسامها مع أيادي الأطفال إن دمى حنان تستخدم التداخل الكتلي لتحقق التوحد بين الطفل والدمية التي يتقمص دورها.وهي من مواد ناعمة لا تضر بأيدي الأطفال ويسهل غسلها وتحريكها وتوفرها لرخصها أيضا.
ودمى حنان وهذا الأهم ليست للعب فقط وإنما تنتظم لتشكل مسرحا، وهي بهذا تكسر التابو المقيت الذي حول التربية الفنية إلى مادة (رسم)، فهكذا تسمى وهكذا تقدم وليت هذا المفهوم يتسع حتى ليطال التشكيل ككل فتصبح( فنون تشكيلية) مثلا،عموما فان حنان تترك قضية التشكيل الشائكة لتتجه للتربية من خلال المسرح (أستاذ الشعوب ) كما شهد له تاريخ الحضارات، ولان في المسرح فرصة لإظهار مواهب الأطفال في الأداء الحركي والصوتي وفي نسج القصص ورسم الصور من خلال مشاركة الأطفال في التأليف وتصوير الدمى وخلفيات المشاهد وبهذا تجمع كل الفنون (تشكيل ،رواية،موسيقى...الخ) من خلال تجربتها المسرحية حيث يجد كل طفل مساحة للإبداع مهما كانت الفروق الفردية بين الطلاب ومهما كانت ميولهم.
ولفتني أيضا النص الذي اعتمدته الأستاذة حنان لمسرحياتها،حيث تعيد هي والأطفال صياغة قصص (كليلة ودمنة )في سيناريوهات جديدة، وهي بهذا تربي فيهم روح القراءة الحقيقية، وتزيد من جرأتهم حيث أبطال القصص ليسو أشخاصا بل حيوانات، مما يساعد الطفل على إسقاط انفعالاته بشفافية ودون تحرج من أن يتم الربط بين شخصيته والشخصية المتقمصة.
واحيي الأستاذة لاختيارها لمسرح العرائس كجزء جميل من تراثنا الثقافي يستحق الإحياء، وتذوقها الراقي للتراث من خلال قصص( كليلة ودمنة) الغنية بالإشارات التربوية الهادفة، وشجاعتها في تحقيق رسالتها وتأكيدها لدور الحرية في الإبداع، فان لم تتحرر هي أولا من النمطية وتشعر بانتماء تجاه رسالتها لما حققت عملا مبدعا وثريا برغم انه لم يكلفها إلا بعض الأخشاب التي شكلتها بنفسها ،إلى جانب القليل من الأقمشة والكثير من الحب. ))
سبق نشرها بملحق الفنون بصحيفة أويا..بتاريخ 12/ 9 / 2009 مسيحي ..

الطلاب والمعلمة أثناء حصة التربية الفنية

بساطة التنفيذ وثراء الفكرة

احد الأطفال مع الدمى..

العرض في مسرح المدرسة

الأربعاء، 9 يونيو 2010

سيرة خابية ..الخابية وفاء الحسين...اهداء للكاتب العراقي جميل حمادة

الشاعر علي الفزاني
رسالتك/
الآن, عودة إليك. ما الذي يجعلك تستعملين هذ الاسم
القصة التي نقلتِها عن الخابية كانت جميلة جداً. لكنها من الفلكلور
الفلسطيني, وأنت كما فهمتُ ليبية. طبعاً, كلنا عرب ومسلمون ولا فرق. لكن, لا بأس في
معرفة من أي الأقطار يكون المرء, حتى في البلد الواحد, نرى هذا من طرابلس والآخر من
درنة والثالث من بنغازي والرابع من طبرق والخامس من مصراته وهكذا, ولاضير.
ختاماً, تقبلي تحياتي الجميلة التي ستتحول إلى تحيات وفاء قريبا,
ربما في الرسالة التالية.
ودمت بكل خير
جميل حمادة ..

السيرة /
كنت في الثانوية يوم شاركت في مسابقة تنتظم بها كل مدارس بلادي بمستويات التعليم الثلاث(ابتدائي واعدادي والثانوي) تسمى المسابقة الثقافية الكبرى... وكنت ارتبطت بهذه المسابقة السنوية منذ الابتدائي...الا إنني في الثانوي التقيته ... كنت اخترت فرع القراءة الحرة لسلامة مخارج حروفي من جهة ولحبي للقراءة من جهة أخرى ، المهم كنا نحن ومعلمتنا في المدرسة فقالت هناك رجل يسئل عنك يا وفاء يطلبك في الإدارة ...هرعت مذعورة ووجدته رجلا اسمرا لا اعرفه ،إلا ان ابتسامته ودودة فتبدد خوفي عندما هلل لي...
قال اهلا اهلا بأبنتي ...رفعت له عين الدهشة ..قال تعالي انا اليوم أريد ان نتصاحب.. هل تصاحبيني وامسك بمرفقي ومضى...تبعنا موظفة الإدارة الى حيث مكتبة المدرسة وتركتنا هناك..
قال هل تحبين الشعر قلت نعم
والقصة قلت أحب الكلام الجميل ولا اهتم للقالب.. رفع حاجباه وضحك وقال ومن اين اتيتي بكلمة قالب قلت له انا اصب قوالب الطفلة والجبس وانحتها هنا في المدرسة عندي الكثير هل تحب ان تراها.. كانت منحوتات تراثية وواجهات مباني.. أعجبته جدا ثم عدنا للمكتبة
تنحنح على كرسيه مسترخيا وتنفس بعمق وابتسم وقال من اختار لك النصوص التي شاركتي بها..قلت انا..
أشار ان اجلسي وقال وقصيدة الفزاني تلك هل قراها احدهم لك لتتدربي عليها قلت لا الفزاني قصيدته سهلة ولا تحتاج لتدريب قال ولما اخترتها اذا قلت لأنها جميلة أعاد رفع حاجبيه مما استفزني... وضحت / قلت لك سهلة يعني بسيطة ولم اقل تافهة..قال وهل فهمتها..زفرت بضيق وقلت ان كنت انت لم تفهمها فهذا امر يعنيك..ربت على كتفي بحنو وقال هل هي معك سأقرؤها لك قلت لا أنا أحفظها.. وتحمس معي قائلا انا أيضا أحفظها ، ثم انطلق كان وجهه الأسمر اقرب ما يمكن ان يكون لك وجه وصوته الأجش القوي ينسكب في وجداني.. انشد بإحساس غريب ثم أكملها وبدا في أختها ثم الأخرى الى ان أكمل الديوان ثم وجدتني اصفق له قلت رائع رائع يا أستاذ أنت رائع...قال شكرا شهادة اعتز بها..
ثم همس لي وفاء أنا هنا لأني احبك ليس فقط لانك شاركتي او تميزتي.. قلت وأنا أيضا احبك .. قال اذا عديني ان لا ترضخي أبدا للقوالب وان تتواجدي دائما حيث الجمال لا تقبلي بتصنيف ولا تتخلي عن التراث ولا تختنقي به.. قلت اعدك ولكن من أنت ..؟...مد يده وقال انا صديقك علي الفزاني...
زوريني كلما وجدت فرصة وسأزورك انا أيضا قلت وانأ كمعتوهة /نعم..
في الجامعة كنت في نشاط الجامعة الثقافي أتابع الأمسيات لا اكتب لا الشعر ولا القصة وانتظم أكثر من الشعراء ويسألوني لما أنت هنا..أقول لقد وعدت الفزاني...
كان النشاط الجامعي منحصر في الاصبوحات الشعرية وأحيانا القصصية اما المسرح والموسيقى فمبعدان أما الفنون الأخرى فغير معترف بها أصلا كالأزياء والعمارة والرقص حتى على المستوى الوطني..
وكنا في عمارة المغرب في بنغازي حيث يزورنا الفزاني مواصلا دعمه واهتمامه بطلاب الجامعة ومواهبها وكنا نتحضر لمسابقة جامعة ناصر الأممية لطلبة الجامعات .. يومها اغتنم الطلبة وجوده ليحرجوني أمامه وقالوا نحن نعرف ان وفاء ذواقة ولكنها لا تكتب أي نوع من أنواع الأدب وعندما نسألها تقول أنها وعدتك..؟
قال /وفاء الخابية... التي تجمعون فيها نتاجكم وتعتقه ،وتحتفظ به ،انا اسمع نصوصكم منها استلذ بها أكثر مما اسمعها منكم.. انتم تظنون الفن والأدب أقسام وتخصصات وتصنفون بعضكم قاص ، شاعر، تشكيلي، اما هي فتحتفظ بالجمال مجردا دون شوائب منفتحا متداخلا متحرر دون قوالب..
عندكم حق لا تعرفون قيمة كلامي لأنكم تحبون ان تسمعوا أصواتكم أما عندما تكتفون من القول ستبحثون عن من يعيد تذوق هذه الأصوات وهذا هو التناغم هذا هو الجمال ثنائي متزن..كان يتحدث بيقين يشعرني بفخر وسأله الطلاب وما معنى( خابية) قال كل شيء يخبئ المحصول ويحميه ويعتقه ليكون جاهزا وقت طلبه...قالوا الجرة قال لا... كل العرب عندهم خواب ولكل اقليم شكل خوابيه...في بيوت صرمان القديمة توجد غرفة بها حوضان لحفظ الشعير والقمح وبها أيضا نخبئ التمر والسمن...
لمز احد الطلاب قائلا يعني غرفة مخزن.فأجابه بصبر نعم ولكنها تشبه وفاء لانها مكان يتصف بالهدوء والسكينة والأصالة والوحي...
من يومها أحببت الاسم لأنني لمست جمال معناه ولانه أشعرني بالفخر ولانه هدية منه..بقى ان اقول ان علي الفزاني كان محبا لكل من يتعاطى الثقافة في ليبيا من اصغر طفل لعجوز هرمة..كان موجودا دائما في كل نشاط ومهرجان يسمع ويسمع ويصحح ويناقش ويمدنا بالكتب وبالحب... وكنا نلحق به في عمله بمستشفى الجماهيرية ويستقبلنا بترحاب وكأن من زاره ملك..كلنا دون تحديد..
عندما قررت ان انشر في صحيفة قاريونس أول قراءة لي وقعتها باسم الخابية... ثم توقفت عن النشر لان دراستي استعمرت وقتي وذهني كله... ثم عندما عدت لأنشر وجدت الناس يعرفون صفتي العلمية قبل الأدبية ويعرفون اسمي ولن ألغيه من أذهانهم لأزرع اسم الخابية..وعندما نشرت باسم الخابية اتهمت بأنه اسم مستعار تتخفى به وفاء الحسين برغم اني لا اكتب ما يوجب التخفي.. واحد أسباب الربط الخاطئ ان الكلمة تفسر بالمختبئة أحيانا.. وكان الحل ..مدونة تحمل اسم الخابية ويعرف من يدخلها انها لي...
هذه قصة الخابية التي تسال عنها أستاذ جميل وتوحي لك بأنني فلسطينية ولكنها كلمة عربية موجودة في كل اللهجات ففي المغرب يقولون فلان من قاع الخابية كناية عن أصالة عرقه..او كما يقول غيرهم ابن بلد...وعندكم بالعراق أيضا تجد نفس المصطلح بنفس المعنى...
كنت قررت ان اخصص سلسلة من السير من دول متنوعة للخابية لأوضح معناها فبعض الكتاب يكتب اسمي( خايبة) حفظنا الله وإياكم من الخيبة... ولكن لأنني أهديتك قصة فلسطينية امتنانا لمروركم الكريم بعد ان حسبتكم الناقد الفلسطيني جميل حمادة تذكرتها ولو عدت لسيرة الخابية التي تسبقها والتي نقلتها عن موقع درعا لوجدتها سورية...اهديك انت هذه السيرة كرد لسؤالك ولازلت اكرر سعادتي بمرور كل جميل منكما وفخري بمعرفتكما و لازلت- باذن الله- سألحقها بسير خوابي أخرى وفاء لعائلتي من الخواب العربية..ولازلت سأخبئ علي الفزاني بوجداني أرى برؤيته الواسعة دنيا الفن والحب... تيمنا بروحه الزكية الكريمة الحانية الأبية علها تفيض من فيضها علينا..

السبت، 5 يونيو 2010

ليلة

ليلة.. لو باقي ليلة..في عمري ابيها.. الليلة..
واسهر في ليل عيونك وهي ليله عمر
....
وانتي حياتي انتي..
ومالي حبيب الا انتي
يالي ايامي بدونك
ماهي من العمر
......
يالله يالله ..وش كثر انا احبك
يالله يالله ..وش كثر انتي جميله
.....
احلم .. احلم بك دايم
جنبي وانا صاحي ونايم
ياللي ايامي بدونك ماهي من العمر