مرحبا بك..... هنا ...


يمكن ان نخبئ كل الفنون /



( قصيدة ، لوحة ، زيي ، قصة ، لحن ، مبنى، منحوتة ، مخطط مدينة ، رقصة ) في خابية واحدة مادتها الجمال ..

وفاء الحسين

الجمعة، 19 أبريل 2013

الجزء الأول ( الضوء / النـوم )




وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16 )وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (17 )وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18 ) من سورة الكهف
.............
ورد في هذه الآيات إشارة إلى حركة الشمس ذات اليمين وذات الشمال
وقد جاء وصف حركة الشمس في سياق (المرفق ) وهو ( الخدمية ) بالمفهوم المعماري الوظيفي .
والوصف كان لحركة شعاع الشمس من طلوعها لغروبها وأثرها على الفتية الراقدين في الكهف .
إذا هنا بالمعنى الهندسي نتحدث عن : فضاء و نافذة و تشميس .
والفضاء : فضاء نوم .. لأنهم كانوا رقود .. والمتفق هندسيا ان لكل وظيفة اتجاه تشميس مناسب لها .
والنافذة : فجوة والفجوة إشارة لعمق موضع الفاعلية وبعده عن موضع الإنارة .
والتشميس : ما تتطلبه الحيوية من نور يناسب الفعالية (النوم )....
وعندما يقول تعالى .: ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ ))
فهذا يعني أن الفجوة ( الفتحة ) لم تكن مقابلة للشرق على عكس ما ينتشر في العرف المعماري من تفضيل النافذة الشرقية ..!
 بل تميل وتنحرف ( تزاور ) عن الشرق إلى اليمين .. وهذا يعني انها كانت في اتجاه الشَمال الشرقي او الشمال ..
وعندما يقول تعالى : ((وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ )) .. هذا يعني ان الفتحة لم تكن غربية .
فقد جاء في التفاسير القرض ..
 1- بمعنى استرداد وبالتالي كانت الشمس ترد عنهم قبل غروبها
 2- بمعنى العبور والقطع .. أي ان الشمس تمرهم قبل غروبها .
3 - بمعنى المحاذاة أي تكون عند غروبها محاذية للكهف .
 ومن ما سبق وبناء على ان التشميس من يمين الفتحة الى يسارها .. نصل لان الفتحة شمالية التوجيه . وبما ان قواعد التشميس الهندسية تعلمنا ان حركة الشمس اليومية (شرق ، جنوب ، غرب )يفترض ان نستغرب دخول الشمس من نافذة شمالية ..! الا ان القران الكريم لم يصفها كنافذة بل (فجوة ) : (( وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ )) وهنا سنصل لأكثر من وصف فراغي /
اولا / الفجوة او مصدر الإنارة ليس في جدار (نافذة ) بل اقرب للسقف .
ثانيا  /.. الكهف كان تجويف كبير يدعو للرهبة وكان التجويف به فجوات .
ثالثا / حزمة الضوء كانت تتجمع في فراغ قمعي / اما ان يكون التجويف قمعي او الفجوة قمعية التكوين .
رابعا / ( تزاور ) تحمل معنى الانحراف ايضا .. وطلعت تحمل معنى الارتفاع الى جانب الظهور .. ومن هنا قد يكون الوصف لكتل صخرية مزججة في الكهف تحدث انحرافا ضوئيا..

صورة لكهف مجلس الجن في عمان
 
صورة لكهف الكريستال في المكسيك
 
 
ثم يقول تعالى :(( ذَلِك مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ))
وهنا لنقف اولا لتدبر الاية للاهتداء .. ثم للإرشاد .اما الاهتداء فالقصة والعبرة كفيلة بها ..
اما الارشاد فلما جاء من وصف دقيق للفضاء والفتحة وحركة الشمس وسلامة الأبدان .
فهل نتخذ وصف الإضاءة مثلا او موضعها كنموذج نقلده ونؤكده بما انه ورد في القران الكريم . ؟
وان كان المفسرين لم يفسروه أصلا كنموذج او مثال تطبيقي ،وكعادتهم اعتبروه معجزة بما انه في سياق المعجزات .
ساحاول ان استرسل في اجتهادي والعلم عند الله /
الخواص الحيوية لا تتغير في الإنسان في حالة المعجزات لأنها معجزة في حد ذاتها ( وفي أنفسهم افلا ينظرون ) في الحالات التي تم فيها اختراق قوانين الطبيعة تمت الإشارة في القران لوصف الاختراق ولم يكن ضمنيا وفي قصة أصحاب الكهف هذه الإشارة لخرق نظام النوم المحدد بساعات الى سنين .. فلو كانت هناك اختراقات أخرى لنظام الكون من قبل رب الكون لذكرها في اياته .
اذا اصحاب الكهف كانوا تحت قوانين الحياة العادية بدليل انهم كانوا يحتاجون الهواء والشمس والتقلب (الحركة ) وغيرها من ضرورات الحياة للنائم .. وهنا سيغيب الأكل طبعا .
وبما ان النوم عند البشر الطبيعيين يفترض ان يكون لساعات ليلية . وفي غياب الضوء واصحاب الكهف كانوا ينامون ليل ونهار .. هنا تضاربت حاجتهم للشمس كمصدر حيوي مع عدم حاجتهم لها كنائمين .
اذا من غير اللائق ان اتبنى كمصمم التشميس المشار له في الآية لوظيفة النوم .. اذ لا شمس مطلوبة للنائم .
وهذا يعني ان دخول الشمس مابين الزوال و الغروب لفضاء النوم ليس ميزة بل عيب وهو ما تؤكده الاية التالية من وصف لحال النوم /(( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ )) وقد اجتهد المفسرون كثيرا في وصف التقليب فقالوا / ان ملاك كان موكلا بالمهمة وانهم كانوا يقلبون كل عام او كل ثلاثة وما الى ذلك .. الا اني والله اعلم لا ارى داع لوصف وتبرير ما هو بديهي .اذ يتصف نوم النهار بتقلب الجسم ولا سبات إلا في الليل .. وبالعودة للسياق وهو وصف العلاقة بين حركة الشمس ونومهم سنجده يتحدث كيف كانت الفجوة والنور الداخل منها مرفقا  ، وفر ظروف حيوية تعتمد على قوانين الطبيعة وتوظفها لتستمر حياة الفتية لسنوات  .
فاذا كان التقلب عيبا لحياة النائم في الظروف العادية فالله سبحانه يرينا كيف كان تقلبهم رحمة لهم في رقادهم الطويل ... كانوا راقدين لكنهم يتقلبون عندما تطلع الشمس فتحسبهم أيقاظ .

 
صور لكهوف بانواع مختلفة تكسر التصور النمطي للكهف (الفضاء ) والاضاءة فيه
بغرض تحليل الفضاء بحياد خلال قراءة السورة