مرحبا بك..... هنا ...


يمكن ان نخبئ كل الفنون /



( قصيدة ، لوحة ، زيي ، قصة ، لحن ، مبنى، منحوتة ، مخطط مدينة ، رقصة ) في خابية واحدة مادتها الجمال ..

وفاء الحسين

الأربعاء، 9 يونيو 2010

سيرة خابية ..الخابية وفاء الحسين...اهداء للكاتب العراقي جميل حمادة

الشاعر علي الفزاني
رسالتك/
الآن, عودة إليك. ما الذي يجعلك تستعملين هذ الاسم
القصة التي نقلتِها عن الخابية كانت جميلة جداً. لكنها من الفلكلور
الفلسطيني, وأنت كما فهمتُ ليبية. طبعاً, كلنا عرب ومسلمون ولا فرق. لكن, لا بأس في
معرفة من أي الأقطار يكون المرء, حتى في البلد الواحد, نرى هذا من طرابلس والآخر من
درنة والثالث من بنغازي والرابع من طبرق والخامس من مصراته وهكذا, ولاضير.
ختاماً, تقبلي تحياتي الجميلة التي ستتحول إلى تحيات وفاء قريبا,
ربما في الرسالة التالية.
ودمت بكل خير
جميل حمادة ..

السيرة /
كنت في الثانوية يوم شاركت في مسابقة تنتظم بها كل مدارس بلادي بمستويات التعليم الثلاث(ابتدائي واعدادي والثانوي) تسمى المسابقة الثقافية الكبرى... وكنت ارتبطت بهذه المسابقة السنوية منذ الابتدائي...الا إنني في الثانوي التقيته ... كنت اخترت فرع القراءة الحرة لسلامة مخارج حروفي من جهة ولحبي للقراءة من جهة أخرى ، المهم كنا نحن ومعلمتنا في المدرسة فقالت هناك رجل يسئل عنك يا وفاء يطلبك في الإدارة ...هرعت مذعورة ووجدته رجلا اسمرا لا اعرفه ،إلا ان ابتسامته ودودة فتبدد خوفي عندما هلل لي...
قال اهلا اهلا بأبنتي ...رفعت له عين الدهشة ..قال تعالي انا اليوم أريد ان نتصاحب.. هل تصاحبيني وامسك بمرفقي ومضى...تبعنا موظفة الإدارة الى حيث مكتبة المدرسة وتركتنا هناك..
قال هل تحبين الشعر قلت نعم
والقصة قلت أحب الكلام الجميل ولا اهتم للقالب.. رفع حاجباه وضحك وقال ومن اين اتيتي بكلمة قالب قلت له انا اصب قوالب الطفلة والجبس وانحتها هنا في المدرسة عندي الكثير هل تحب ان تراها.. كانت منحوتات تراثية وواجهات مباني.. أعجبته جدا ثم عدنا للمكتبة
تنحنح على كرسيه مسترخيا وتنفس بعمق وابتسم وقال من اختار لك النصوص التي شاركتي بها..قلت انا..
أشار ان اجلسي وقال وقصيدة الفزاني تلك هل قراها احدهم لك لتتدربي عليها قلت لا الفزاني قصيدته سهلة ولا تحتاج لتدريب قال ولما اخترتها اذا قلت لأنها جميلة أعاد رفع حاجبيه مما استفزني... وضحت / قلت لك سهلة يعني بسيطة ولم اقل تافهة..قال وهل فهمتها..زفرت بضيق وقلت ان كنت انت لم تفهمها فهذا امر يعنيك..ربت على كتفي بحنو وقال هل هي معك سأقرؤها لك قلت لا أنا أحفظها.. وتحمس معي قائلا انا أيضا أحفظها ، ثم انطلق كان وجهه الأسمر اقرب ما يمكن ان يكون لك وجه وصوته الأجش القوي ينسكب في وجداني.. انشد بإحساس غريب ثم أكملها وبدا في أختها ثم الأخرى الى ان أكمل الديوان ثم وجدتني اصفق له قلت رائع رائع يا أستاذ أنت رائع...قال شكرا شهادة اعتز بها..
ثم همس لي وفاء أنا هنا لأني احبك ليس فقط لانك شاركتي او تميزتي.. قلت وأنا أيضا احبك .. قال اذا عديني ان لا ترضخي أبدا للقوالب وان تتواجدي دائما حيث الجمال لا تقبلي بتصنيف ولا تتخلي عن التراث ولا تختنقي به.. قلت اعدك ولكن من أنت ..؟...مد يده وقال انا صديقك علي الفزاني...
زوريني كلما وجدت فرصة وسأزورك انا أيضا قلت وانأ كمعتوهة /نعم..
في الجامعة كنت في نشاط الجامعة الثقافي أتابع الأمسيات لا اكتب لا الشعر ولا القصة وانتظم أكثر من الشعراء ويسألوني لما أنت هنا..أقول لقد وعدت الفزاني...
كان النشاط الجامعي منحصر في الاصبوحات الشعرية وأحيانا القصصية اما المسرح والموسيقى فمبعدان أما الفنون الأخرى فغير معترف بها أصلا كالأزياء والعمارة والرقص حتى على المستوى الوطني..
وكنا في عمارة المغرب في بنغازي حيث يزورنا الفزاني مواصلا دعمه واهتمامه بطلاب الجامعة ومواهبها وكنا نتحضر لمسابقة جامعة ناصر الأممية لطلبة الجامعات .. يومها اغتنم الطلبة وجوده ليحرجوني أمامه وقالوا نحن نعرف ان وفاء ذواقة ولكنها لا تكتب أي نوع من أنواع الأدب وعندما نسألها تقول أنها وعدتك..؟
قال /وفاء الخابية... التي تجمعون فيها نتاجكم وتعتقه ،وتحتفظ به ،انا اسمع نصوصكم منها استلذ بها أكثر مما اسمعها منكم.. انتم تظنون الفن والأدب أقسام وتخصصات وتصنفون بعضكم قاص ، شاعر، تشكيلي، اما هي فتحتفظ بالجمال مجردا دون شوائب منفتحا متداخلا متحرر دون قوالب..
عندكم حق لا تعرفون قيمة كلامي لأنكم تحبون ان تسمعوا أصواتكم أما عندما تكتفون من القول ستبحثون عن من يعيد تذوق هذه الأصوات وهذا هو التناغم هذا هو الجمال ثنائي متزن..كان يتحدث بيقين يشعرني بفخر وسأله الطلاب وما معنى( خابية) قال كل شيء يخبئ المحصول ويحميه ويعتقه ليكون جاهزا وقت طلبه...قالوا الجرة قال لا... كل العرب عندهم خواب ولكل اقليم شكل خوابيه...في بيوت صرمان القديمة توجد غرفة بها حوضان لحفظ الشعير والقمح وبها أيضا نخبئ التمر والسمن...
لمز احد الطلاب قائلا يعني غرفة مخزن.فأجابه بصبر نعم ولكنها تشبه وفاء لانها مكان يتصف بالهدوء والسكينة والأصالة والوحي...
من يومها أحببت الاسم لأنني لمست جمال معناه ولانه أشعرني بالفخر ولانه هدية منه..بقى ان اقول ان علي الفزاني كان محبا لكل من يتعاطى الثقافة في ليبيا من اصغر طفل لعجوز هرمة..كان موجودا دائما في كل نشاط ومهرجان يسمع ويسمع ويصحح ويناقش ويمدنا بالكتب وبالحب... وكنا نلحق به في عمله بمستشفى الجماهيرية ويستقبلنا بترحاب وكأن من زاره ملك..كلنا دون تحديد..
عندما قررت ان انشر في صحيفة قاريونس أول قراءة لي وقعتها باسم الخابية... ثم توقفت عن النشر لان دراستي استعمرت وقتي وذهني كله... ثم عندما عدت لأنشر وجدت الناس يعرفون صفتي العلمية قبل الأدبية ويعرفون اسمي ولن ألغيه من أذهانهم لأزرع اسم الخابية..وعندما نشرت باسم الخابية اتهمت بأنه اسم مستعار تتخفى به وفاء الحسين برغم اني لا اكتب ما يوجب التخفي.. واحد أسباب الربط الخاطئ ان الكلمة تفسر بالمختبئة أحيانا.. وكان الحل ..مدونة تحمل اسم الخابية ويعرف من يدخلها انها لي...
هذه قصة الخابية التي تسال عنها أستاذ جميل وتوحي لك بأنني فلسطينية ولكنها كلمة عربية موجودة في كل اللهجات ففي المغرب يقولون فلان من قاع الخابية كناية عن أصالة عرقه..او كما يقول غيرهم ابن بلد...وعندكم بالعراق أيضا تجد نفس المصطلح بنفس المعنى...
كنت قررت ان اخصص سلسلة من السير من دول متنوعة للخابية لأوضح معناها فبعض الكتاب يكتب اسمي( خايبة) حفظنا الله وإياكم من الخيبة... ولكن لأنني أهديتك قصة فلسطينية امتنانا لمروركم الكريم بعد ان حسبتكم الناقد الفلسطيني جميل حمادة تذكرتها ولو عدت لسيرة الخابية التي تسبقها والتي نقلتها عن موقع درعا لوجدتها سورية...اهديك انت هذه السيرة كرد لسؤالك ولازلت اكرر سعادتي بمرور كل جميل منكما وفخري بمعرفتكما و لازلت- باذن الله- سألحقها بسير خوابي أخرى وفاء لعائلتي من الخواب العربية..ولازلت سأخبئ علي الفزاني بوجداني أرى برؤيته الواسعة دنيا الفن والحب... تيمنا بروحه الزكية الكريمة الحانية الأبية علها تفيض من فيضها علينا..

هناك تعليقان (2):

  1. يا له من تعريف! بكلمة واحدة، الخابية.
    سيدتي، مؤكد أنك تخبئين الكثير. لكن، أعتقد أنك تخفقين في "تخبية" صدق التعبير وعمق المشاعر وشفافيتها، ورومانسية اللحظات التي تتخلق فيها الكلمات وجرأة البحث والانتقاء. يؤسفني أن أقول إنك "أخفقت" في كل هذا، ولعمري، إن هذا يعبر عن أوفى الأوصاف للحقيقة، الوجود الحقيقي.
    ج. ح.

    ردحذف
  2. الاخ الاعلامي والمثقف جميل حمادة مروركم واهتمامكم بمدونتي المتواضعة شرف لها..شكرا جزيلا وتحية اكبار لعراق الانسان والحضارة

    ردحذف