مرحبا بك..... هنا ...


يمكن ان نخبئ كل الفنون /



( قصيدة ، لوحة ، زيي ، قصة ، لحن ، مبنى، منحوتة ، مخطط مدينة ، رقصة ) في خابية واحدة مادتها الجمال ..

وفاء الحسين

السبت، 28 يناير 2012

فرحة

 


إهداء للصديقة الشاعرة تهاني دربي
بمناسبة  عودة التهاني لدربي


فرحة


يا شوق حسبك قد أرقت أجفاني .. ويا
غرام ......بدأنا عمرنا الثاني


اليوم جاءت على يأس رسالتها .. جذلى.....تواصلني
من بعد هجراني


كانت سلاما" وبردا" بعد
بلبلة" .. فحبذا هي في روحي ووجداني


كبرت حتى كأن الكون يصغر بى .. وطلت
حتى كأن النجم داناني


وزغردت فى ضلوعي ألف أغنية .. وماج
بالزهر والأثمار بستاني


أعادت البسمة الجذلى إلى شفتي .. عود
الربيع على أطراف نيسان


قد لملمت بيد الإحسان بعثرتي .. وهدهدت
ببنان اللطف أشجاني


فصاغ ما كان مرا"- قبل- في شفتي
.. وأحلو ما كان- عندي – غير مزيان


حسن السوسي

السبت، 7 يناير 2012

في يوم مولدي

 سأخبر الشتاء باني أحبه ..
هكذا يقول الشاعر علي الفسي .. وهكذا أجبت زبونتي عندما سألتني لما لا تصممي
البيوت الا في الشتاء.. هل للعمل الهندسي مواسم ..؟ ثم اعتبرت نفسها محقة عندما
قدمت لها تصميم تحاكي زواياه تفاصيل الشتاء ..نعم للعمل الهندسي مواسم .. بل للعمل
المكتبي ككل .. لان الشتاء موسم الجلوس والليل الطويل وعادة ما ينقسم العمار الي
موسم تصميم ودراسة وموسم تنفيذ .. فان كان الصيف موسم التنفيذ حيث لا مطر يحملنا
عبء النقل والتشوين والتخزين ويفسد علينا صب الخرسانة وخلطها وحيث النهار الطويل
فرصة ليومية عامل منخفضة السعر وبأقصى أداء ممكن.. فان الشتاء موسم التصميم حيث
نطيل جلوسنا لمكاتبنا نحتسي قهوتنا أو شاينا ونستغرق في خيال التقوقع ننكمش مع
ذواتنا  لنلتقي الفكرة ثم لنقنعها بان تنفرد
مخططات صريحة تدفئ الورق ...وبما إنني من مواليد الشتاء.. لي معه شجون أخرى .. عندما
نولد في الشتاء نفاجئ بالانتقال من دنيا الرحم الدافئة الى عالم البرد الموحش..
نبقى نختزن في ذاكرتنا العلاقة بين البرد والوحشة ..نشعر ان بيننا وبين البرد حرب
باردة مثله .. حرب مزمنة لان البرد لا يقهر .. لذا تصبح إشاعة الدفء والتدفئة هم يتصدر
اهتماماتنا او حتى همومنا .. هل اكره الشتاء ..؟اكره البرد وأحب الشتاء ..  والفضل كل الفضل للنار ..  ومعدات التدفئة  وأطعمة الطاقة تلك التي تحول الشتاء لحدث رائع
.. في الشتاء فقط يمكن ان تشاهد الحيوانات بل كل الكائنات تضع خلافاتها جانبا وتلتصق
ببعض استسلاما لغريزة البقاء.. في الشتاء فقط يبقى الجميع في البيت يلتفون حول
النار ويتسامرون في ليال طويلة باردة ودافئة ... في الشتاء يبدأ نشيد المطر وحملة الوجود الكبرى للتطهر ..  ومشهد الأشجار وهي تغتسل لتعاود مع طلوع الشمس
التسبيح .. في الشتاء استمتع بإحساس الرضا وانا أراهم يأكلون أطباق (المقطع و
الدشيشة) والحساء لتدفئهم واوهم نفسي بان مهارتي سبب شهيتهم المفتوحة .. في الشتاء
يصبح للروائح والنكهات حضور طاغي وعميق .. فيتألق الزنجبيل والقرفة في الشاي
والسحلب.. ويمتزج الشاي الأحمر بالإكليل ويتسيد الزعتر قصعة الحساء .. وتفضح
البرتقالة من يقشرها .. ويصبح من الطبيعي جدا ان نتجول بالمبخرة بين الغرف بمناسبة
وبدون مناسبة ..  ويعلمنا الوجود كيف ننتمي
له برائحة الأرض المبللة بالمطر ..في الشتاء يحب الناس البيوت والزوايا .. يجدون
وقت لتأملها وتقديرها .. في الشتاء فقط يمكنني ان احدث زبوني عن أهمية وجود زوايا جلوس
في مواقع مغلقة وضيقة .. أتفهم كوننا نحب الاتساع لأننا نعاني الضيق وغالبا ما
يتمرد احدنا على الحوائط والجدران ويرغب في فراغات مفتوحة يطلق نظره خلالها ويرحب
بالضوء.. ولكن لو كانت زبونتي جاءتني صيفا لكانت مثل غيرها تصر على فراغات مفتوحة يتحول فيها البيت الى فراغ واحد وكأنه
مستودع  في ميناء.. طبعا هذا جميل من ناحية
ما ويناسب الصيف لحركة هواء أكثر ولكن اسألها .. أطفالك ألان أين يجلسون في اكبر
مساحة ام في أضيق مساحة من البيت ..؟ وتبتسم مجيبة انهم في المكان الأضيق . لا
اقصد الدعوة للضيق بل اذكر زبوني بحق أبناءه في ذكريات دافئة عن البيت تكون نواة
لحب الوطن والناس فيما بعد .. الجدار وهو مفردة التكوين المعماري الأولى .. هو
كائن ممقوت في العقلية الليبية لأننا نعاني التقييد ويرمز هو للقيد ولكن ننسى في
رد فعلنا الانطباعي انه ملجئ وستر وحماية ... ازور زبائني في بيوتهم وأتعمد إزعاج
مضيفتي بالتطلع من زوايا النظر الممكنة لأنني اعرف أنها لا تقدر أهمية ان زوايا
بيتها تتمتع بالخصوصية فأزعجها ثم اقول لها/ جئت هنا متعمدة لأفعل هذا لتحمدي الله
على كل جدار كان في طريق عيني الفضولية .. ثم لأسمح لنفسي ان امنعها من ان تفتح
طابقين على بعض بما يسمى بالدوبلكس خاصة في مواقع الجلوس حيث يتسع حجم الهواء
ويصعب احتفاظه بدرجة حرارة ثابتة وكذلك الحمامات الكبيرة التي تبقى باردة الى ما
بعد الحمام فتسبب بأمراض البرد لمستخدميها وخاصة ان كانوا أطفال .. وحتى تتفهم
وجود غرفة للملابس بالقرب من الحمام حتى لا يضطر الطفل للدخول لدرجة حرارة الغرفة العادية..
وحتى و حتى و حتى .. وحتى انتهي من كل التفاصيل التي أراها مهمة ليحب الناس بيوتهم
ويسكنوا فيها .. فما أهم ان يشعر الكائن بالدفء ليستكين ويقر ..أحب الشتاء لان الشتاء
هو من يجبر الكائنات على التكافل والتقارب ..كما يجبرها على السعي طوال العام
لتتحضر لموسم من السكون .. أصمم مسكن أليس من حقي ان ابحث عن أكثر مواسم العام
سكونا ..؟


العمارة هي فن إعادة صياغة الفراغ ليحاور البيئة ويصنع
بيئات جديدة تهدف كل منها لتحفيز سلوك بعينه نسميه ( النشاط ) ومجموع الأنشطة يعرف
الوظيفة التي هي الغرض من البناء.. فالى جانب حرصي على الوظيفة والحركة ويسر
الانتقال والتهوية والعزل الصوتي وخلافه احرص أيضا أن مستخدمي الفراغ يحبونه
ويحبون من خلاله الحياة .. وليس أفضل من الشتاء معين لي ..  تلك السيدة خرجت فرحة بغرفة شتوية وأركان جلوس
متفرقة في بيتها و (منور اللمة ) .. وهو توقيعي .. أو حنظلتي .. حيث اضمن كل
البيوت مكان معزول حراريا ومتصل بصريا يسمح بمشاهدة المطر والخضرة ويمكن عزله عن
البيت أثناء الشواء ويمكن فتحه عليه بعده.. حيث  يشعرني بالنصر كل من
يجلس في بيته يستمتع بالدفء ويرقب المطر ويوقد كانونه يعطر المكان بروائح الفحم
والشاي.. ويقول للبرد زمجر بعيدا أراك ولا تصلني .. احب الشتاء .. بالتأكيد لأني استعدت
فيه ثلة من الأحباب كنت أعاني برد وحشتهم ولأنه سبب تجمعهم اليوم لشوي الكستناء
والبطاطس الحلوة .. وإلا لكان يوم مولدي مملا كغيره نكتفي فيه بقالب الجاتوه في
الصالونات.. أما هذا العيد فزاد من جماله أنني  اجلس هنا أتشمت بهم وهم يعانون الفشل في شي
القسطل وهو (يطرشق ) ويتناثر هنا وهنا ..لألقنهم درسا يعترفون بعده أن لا يفهم
فاكهة الشتاء إلا من ولد معها ..