مرحبا بك..... هنا ...


يمكن ان نخبئ كل الفنون /



( قصيدة ، لوحة ، زيي ، قصة ، لحن ، مبنى، منحوتة ، مخطط مدينة ، رقصة ) في خابية واحدة مادتها الجمال ..

وفاء الحسين

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

في ذكرى عرفة


حبيبي ادم /
سيحل بعد ايام قليلة يوم عرفة.. ذكرى لقاءنا الاول بعد فراق وخطيئة وتوبة واستغفار
يوم اعلن الله لنا رضوانه بان جمعنا في ارضه المطهرة ..
سأجهز نفسي للقاء .. سأحمل معي طاعاتي ودعوات اعطر بها مجلسنا في فسحة عرفات المزدحمة بأبنائنا المحبين
..تعال وخلي عنك الهم .. تعال نطالعهم برضى .. وهم يحتفلون بعيد الحب والمغفرة .. وهم يضيئون كقناديل بعد ليل من الذنوب .

ادم .. اتتوق مثلي لان تشم رائحة اجسامهم الناضحة بالطاعة .. يدفعهم الشوق للطهر ، للحب للرضا .. يقفون بين يدي ربهم مؤمنين برحمته .. لندعو لهم من الان ..ان يتقبل الله منهم .. ان ينظر لهم برحمته وينزل عليهم سكينته

ادم .. افكر الان كيف اختار الله لنا ان نلتقي في هذا المكان .. لنوقع معا بالحب صفحة القداسة ..ثم بعد الحب يوقع خلق اخرين ببقية الجمال .. بالحب سبقنا جبريل عندما علم ابننا ابراهيم الخليل مناسك الحج .. بالحب سبقنا الحبيب محمد وهو يشرع للعدل وحق الانسان ويوصي الناس بالحب .. يوصي الرجال بالنساء .. يا حبيبي كنت طول عمرنا تحوطني برحمتك وودك دون توصية او طلب .. بالحب واللهفة التقيتك هنا .. حيث لامعنى للوجود بدوننا انا وانت ..
كنت يومها كما لاقيتني اول مرة في الجنة .. حيث كل شيء بدوني لم يروقك .. كنت مبتهجا برفقتي .. مكتفيا بها .. كنتُ أنسك وكنتَ وطني .. اجمل ساحاتك نظرتك عندما التقينا في عرفات ..اتذكر .. هناك حين ركضنا في لهفة ثم امتزجنا كما كنا نمتزج .. ثم استكنا ..اسمع .. انصت ... ها هو محمد ابن عبد الله خاتم النبيين يجذب الحبل ويسترجع السكينة ..ما اجملها من لحن بصوته في لفيف ممن يصدقونه (السكينة ، السكينة ) .. الله .

ادم .. تعرف فيا قلق النساء .. احتملني .. اجب السؤال المعتاد .. هل لازلت سكنك ..؟
نعم وانت ايضا ستبقى تسكنني .. واضج بك .. وتتسع بي .. الا انني سأبقى اخاف الزحام .. واحب ذاك الفضاء الواسع حيث انا وانت وحدنا ولهفة اللقاء .. اما زحامهم فيذكرني بك .. كل الذكر وكل الطاعة وكل البكاء .. ادم مال ابناءك لا يشبهونك .. مالهم يكابرون في لحظة اللقاء .. ونحن علمناهم ان الجنة لقاءنا والدنيا لقاءنا واروع ما في عمرنا لهفة تنطق بها جوارحنا لحظة اللقاء ... اتدري انك باللهفة ملكت قلبي .. ااه تذكرت شيئا ، اخبرني مامعنى الجفاء ؟
مامعنى ان يفصل الناس بين معاني عرفة .. لقاء الجنسين والاعتراف بالذنب ومعرفة الله ..؟
عرفت الله فاعترفت بذنبي فالتقيتك .. والتقيتني وبحت لي بذنبك فعرفتك .. يا كل معارفي واجملها اغفر لي .

اتذَكَر عندما أخطائنا تحملنا الوزر معا .. واعترفنا بالذنب معا .. ونلنا الرضا معا ..كنا معا ..لا ادري متى تعلم ابنائي تبادل الاتهام ؟.. خصوصا في ذاك المقام .. كيف لهم ان يستشعروا التوبة واللقاء ؟.. كنت انا في وجع الخطيئة وانكسار الخروج من الجنة اتدثر برضاك .. وكنت انت تعتبرني بعضك .. ذاك الضلع الذي تحول وصار كائن ناطق لكنه يبقى منك .
ادم .. هل كان يخطر لك ان ابناءنا سيأتون هنا ويبكون ويصلون ويستغفرون ويعودون من حيث اتوا ولا يتفكرون فينا ولا في الحب .. ولا يتذكرون الا الذبح والطواف والهرولة وحلق الرؤوس ..؟
حبيبي .. امسح بيدك الحانية على قلوب ابناءك .. علمهم كيف يتزودون بالحب .. قل لهم كيف كنا ضائعين ( في الجنة والارض ) حتى التقينا .. قل لهم والا فإنني سأرفع صوتي من هنا اناديك .. ليعرفونك في صوتي .. عندما يتحول النداء ترنيمة .. والحروف مروج .. تصدح / هنا عرفة .. هنا موطن اللقاء والحب لمن عرفه .

ادم ... كل عام وانا وانت والحب وابناءنا المؤمنين .. في رضا الله وبركته ورضوانه .

حواء
http://kenanaonline.com/users/kwatr/posts/460623

هناك تعليقان (2):

  1. أبي آدم : كل عام وذريتك المسلمة بألف خير .. أترى معي ما أرى ؟ .. ها هي أختي الكاتبة تنيرنا بمصباح جديد .. يضيء من بركاتك أنت وأمي حواء .. أحقا ما كتبت ..؟ أكان الحب يحيطكما .. أكان اللقاء عظيما حتى كان من شعائرنا .. إذا ما بال إخوتي لم يرثوا عنكما ما كان ..؟ لا الحب أصبح حبا .. ولا العيد إلا ذبح وأكل .. إليك ولأمي السلام .. ولكاتبتنا السلام .. ولحبيبنا وقدوتنا محمد الصلاة والسلام .
    تحياتي / م . ابراهيم .

    ردحذف
  2. حبيبتي / حواء

    اليوم أتوب إلى الله ومن بعد أتوب إليك ولا أتوب عن حبك .

    فأنا كما قال الشاعر :

    استغفر الله إلا من مودتكم .... فأنها حسناتي حين ألقاه

    فأن زعموا أن الحب معصية .... فالحب أجمل ما يعصى به الله .

    لك مودتي دون ندم ... ولك حبي دون اسف .

    " لا مجال للإعتذار عن فسحة ضيقة من الصراحة "

    ردحذف