مرحبا بك..... هنا ...


يمكن ان نخبئ كل الفنون /



( قصيدة ، لوحة ، زيي ، قصة ، لحن ، مبنى، منحوتة ، مخطط مدينة ، رقصة ) في خابية واحدة مادتها الجمال ..

وفاء الحسين

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

اعترفلك




اه من قلبي نصحته بس عيا ينتصح.. نبضه يبيها
اه منه ليه عيا .. ليه عزم يترك الكون ويجيها
ما عرفت القى لهذا القلب حل
الجواب اقفى في ظله وارتحل
ما بقى لي غير انتي يا غريبه
يارحيل العمر فيني يا حبيبه

سولفي للناس عني
قولي اني ما عرفت اختار من قلبي يحبه

سولفي للناس اني..
ماعرفت اقرا وجوه الحاضرين من الاحبه

اعترفلك اني فعلا ما عرفتك
وما قدرت اوصل مع قلبي لحل وما فهمتك

تجمعين الضد في كل الامور
غامضة مره ومره مثل نور
تشبهين ايام اوقات الخريف
وتمطرين احيان احساسك زهور

صدقيني صرت من بعدك اخاف
واعترف ان الخلاف واسع طريقه
واننا ما نلتقي في اي شي
فينا اختلاف.. فينا اختلاف
للاسف هذي الحقيقه


من قصائد الشاعر الكبير : فيصل بن تركي



الاثنين، 6 أغسطس 2012

تحولات مؤلمة في الخطاب الليبي




المحاضرة للشيخ عمر عبد الكافي بعنوان (وقفات مع القران الكريم ) في قناة ( السيوف )


يقول /

(( في بعض البلاد العربية اذا قلت لاحدهم : روح يا شيخ ربنا يعطيك العافية.
قالك ايه ..؟ ..بتدعي عليا بالعافية ..!! ...........لان العافية عندهم لها معنى ثاني . ))

طبعا يعرف كل ليبي اي بلاد كان يقصد الشيخ .. السنا نحن من نسمي الاشياء بأسماء تخالف معناها .
وهذا من اوضح خصوصيات الخطاب الليبي الذي يفصح عن قيم اخلاقية متعددة .
ولعل الشيخ عرف ايضا اننا نسمي الفحم بياض والاسود اسعد والاعمى بصير ..الخ ، فهل كان هذا عبثيا ام انه يكشف عن ميل ليبي لتزييف الاشياء مثلا ..؟

قد يخطر للبعض ان يدين هذا الاسلوب ويشينه بدعوى التزييف والتزوير ، وسيكون عندها لم يعرف خصوصية الكلام في ثقافة الخطاب الليبي ... لم يعرف ان تحسس الليبيين للفظ عالي وتأدبهم في الكلام اهم اخلاقياتهم التي يحرصون عليها شانهم شأن باقي العرب الا ان الليبيين بحكم انغلاقهم الثقافي والاخلاقي منه بالذات على مدى التاريخ تظهر عندهم الخصوصية الاجتماعية والعرفية بحدة اكثر من غيرهم ... فهذا الذي قال للشيخ ان العافية معناها النار جهل في هويته وظلم الخطاب الليبي بسبب سطحيته وغاب عنه ان من يقول عن النار عافية يقول ايضا ( يعافيك ) بمعنى يديم صحتك وان من يقول عن الفحم بياض يعرف البياض كما يعرفه كل ناطقي العربية بانه اللون الابيض .. الا انه يعتمد على السياق في ايصال المعنى البديل وهذا من التأدب والتأنق في الكلام .

ونفهم من هذا ان الليبي كان يعتقد في كون الكلام ( فأل ) ان خير فخير وان شر فشر ، تماما كما يقول اخواننا في مصر الشقيقة / (الملافظ سعد ) .. الا ان الليبي كان يضيف لهذه القناعة خشيته ان يقبح وارتكاز التقييم الاجتماعي على الخطاب - ولمزيد من الدقة - على الحضور (الرجالة محاضر مش مناظر ) .. هذه ثقافة الليبيين كما ولدت وعرفتهم ايام كانوا يتبعون شرع الله لا شرع الثورات .. !

اذكر اني التقطت في طفولتي عبارة وقلتها امام ابي لأبرر نسياني فقلت ( الشيطان الله يلعنه ويخزيه ) فاستوقفني اطال الله عمره وقال ومن قال امامك هذه الكلمة قلت جارتنا فلانة .. قال لا بل قولي ( الشيطان اعوذ بالله منه ) فالتقبيح يقبح قائله قبل سامعه , لاتعودي لسانك على اللعن .. اطال الله عمرك يا ابي لو قلتها اليوم لاتهمت انك مؤيد للشيطان ومن ازلامه .
..استغرب كثيرا وانا اراك مبتسما واحفادك يرددون ( بو شفشوفة  ، .. ، .. ) والفاظ اخرى تابى علي مرؤتي وتربيتك ان اكررها ..
لما ...؟ اهي ثقافة ليبيا الجديدة .. ثقافة الشتم والسب والتشكيك .. والتنافس من يقبح اكثر ويكتب بأخطاء املائية وبذاءة منقطعة النظير ما يسميه ثورة على الجدران.. ما يبرره بكرهه للظلم المجسد في شخص القذافي اولا ثم امتد ليشمل اشخاص يتبعون القذافي ثم توالد لتدخل كل يوم شخصيات جديدة ثم انتشر الوباء حتى طال المثقفين واهل الادب والجمال فاقتصرت احاديثهم على الشتم والتجريح والفضائح..
نحن جزء من العرب وقامت ثورات  في بلاد عربية عديدة لم يظهر فيها كم البذاءة الموجع الذي اظهرناه.. ونحن اهل المحاضر والفصاحة والميعاد الرازن .. فما دهانا ..؟
 اكره يا اخي وابن بلدي.. اكره واغضب ورد المظالم ، لكن اهزم عدوك بان تكون خير منه .. لا بان تشمت اعداءك فيك .. فقدنا الكثير من ابنائنا فقدنا الكثير الكثير لما ...الم نكرر(( دم الشهداء مايمشيش هباء ))..؟

طبعا هذا التحول الغريب والمتطرف في الخطاب الليبي ليس وليد ثورة فبراير وليس بسبب النظام السابق كما يحب ان يبرر الغالبية .. لانه ببساطة بسبب التربية لا السياسة ، ولن يتأتى لأي نظام سياسي تغييره او تأصيله بل هو تابع كليا للنظام الاجتماعي ومنظومة القيم التي نربى عليها . لان التعبير عن الغضب او الانفعال احد اشهر الصفات التي يرثها الفرد عن اهله اسرته وليس عن رئيس دولته او طبيعة نظام الحكم.

دقق في ردات فعلك وطريقتك في التذمر او الغضب او السرور والابتهاج ، ملامح وجهك زفراتك او اشاراتك ستجد انك تقلد تلقائيا احد والديك او خال او عم لازمته واختزنت ذاكرتك طريقته .

ثم يتم التثبيت في مرحلة الطفولة المتأخرة فيملي الشارع وجماعات اللعب قيمه من خلال التجربة والتداول .. وخاصة في حياة الذكور ، وخاصة في مجتمعات يتعرض فيها الطفل للعنف الجماعي كجزء من تعريف المجتمعات .. حتى يصبح وجود الاطفال معناه الشجار .. ثم يثبت الاسلوب ولا يتغير الا بصعوبة وبوعي ورغبة قوية في التغيير وهذا ان حدث عادة ما يكون تجربة شاقة نتائجها اقل بكثير من جهود بذلت فيها .

وعندما يخرج الطفل ليجد مجتمع لا يعطيه اجابات شافية تبدد مخاوفه ولا يكفل له حماية كافية يضطر لصناعة قانونه الخاص او تصنع جماعات الاطفال قانونها الخاص .. وبما ان المرحلة اصلا هي مرحلة يبحث فيها الطفل عن رموز للقيم واولها الشجاعة ، للأسف يدفع العوز بالأطفال اما للركون للاستسلام ومن ثم صناعة الاكاذيب للتعويض عن قصور الثقة بالذات او التحول الى مجرمين صغار او يكتشفون الخيار الثالث بالصدفة .

والخيار الثالث خيار مشهور وغالبا ما يتمسك به الاطفال ليحتفظوا بالمركز المتوسط بين الطفل الشرس كنوذج مثالي بتقييمهم وبين الطفل المستسلم كأسواء نموذج ... وغالبا ما يتمسك الطفل بالأسلوب الثالث مدى الحياة لانه يمثل قناعة وليس ظرف اضطر له كما الخيارين الاخرين ..

وما ان يرفع عقيرته اول مرة بكلمة نابية وقبيحة حتى يشاهد ردة الفعل العنيفة عند خصمه مما يترجمه هو لنصر ، ثم يكتشف انواع الكلام القبيح المناسب لكل طفل على حدة حسب نوعه فيسب الدين لفلان او يقبح على ام فلان او، او، و قد يقفز او يأتي حركة مرافقة بيديه او لسانه المهم انه عرف الطريقة التي سيكررها ويهجم بها وللأسف ستصبح اسلوبه ..

هكذا وفي هذا العمر ولهذه الاسباب تولد البذاءة لكنها لا تنطلق الا في حالات غياب الرقيب الاجتماعي .. او الخوف الشديد الذي يفقد احدهم السيطرة على ردات فعله فيكشف عن جوهره ..

حتى تراه عضو هيئة تدريس جامعي يقبح لطلابه او مدير شركة يلمع حذاءه ويوسخ لسانه .. يعرف جيلي وجيل سبقه عما اتحدث ولكن ما يشغلني الان هو جيل قادم يشاهد التلفاز منذ عام او اكثر و تقدم له البذاءة على انها قوة وبطولة وتحرر ..طفل يقول له والده او امه قل .. قل كذا وكذا ويصفقون له وكأنه حرر القدس .

الطفل لا يعرف اسباب الحقد التي دفعت ابيه ليستعذب شتم فلان او علان .. الطفل سيتبنى السلوك ويسقطه لاحقا مع اشخاص في حياته فمن نعلمه الان شتمهم لن يكونوا جزء من مستقبله بإذن الله .. لكنه ذاق طعم النصر الرخيص وسيستعذبه وسيحرمه من لذة الهمة العالية والنصر العزيز .. وقد يقبح يوما على ابيه وامه ...اليس حريا بنا ان نلفت نظره مثلا الى ان سيف قال كلمة قبيحة شتم بها العرب والجامعة العربية فحرك غضبهم وعداوتهم واثبت عجزه ...وهكذا ننتقم من سيف وابيه بإظهار عيوبهم لا بإظهار عيوبنا .

اي ليبيا مستقبل هذه التي سنصنعها بالشتم والركون لانتصارات كلامية وليتها انتصارات حجة بل هزائم سباب ..حتى ان البعض يختلق صراعات وهمية بين فئات الليبيين فقط كي لا تنتهي نشوته بإحساس المتفرج على المبارزة والقائم طبعا على وجود فريقين .. وهذا ايضا مما تعلمه في الشارع و اعتاده من سلوك فنحن شعب يتجمع حول العراك بسرعة غريبة للفرجة والمتابعة وليس للمصالحة .

طفل اليوم رجل الغد .. بُذل كل ما بُذل لكي ينعم هو بحياة سعيدة فكيف سيسعد بلا اخلاق ..؟

الا يردد الجميع ان الغالي يهون في سبيل الوطن .. طيب ماذا يبقى للوطن ان ذهبت اخلاقنا .. وذهبنا .. اللهم ارزقنا اللطف .. وتلطف بنا يا لطيف يا كريم .. بجاه شهرك الكريم .


للفائدة /

http://www.alqudstalk.com/forum/showthread.php?t=3910